img

تحويل الحلم إلى فرص وتعليم متكامل

في القرى البعيدة بين التلال والمزارع، حيث تبدو فرص التعليم ضئيلة وآمال الفتيات محصورة بأدوار تقليدية، جاء مشروع «الوصول إلى التعليم في الريف» كنافذة جديدة وواعدة. استهدف المشروع فتيات من خريجات الثانوية، منحهنّ ليس فقط فرصة للتوظيف كمعلمات في قراهن، بل عزز لديهنّ المهارات اللازمة ليتحولن إلى قادة تربويين في مجتمعهن، واضعًا الأساس للتعليم المستدام في المناطق الريفية.

وبفضل هذا المشروع، لم تعد رحلتهن التعليمية تقف عند حدود التعليم الأكاديمي. فقد تضمن البرنامج مقررات للمهارات الحياتية، مما مكّن المعلمات الجديدات من تطوير قدراتهن الاجتماعية، ومهارات التواصل والتخطيط، وهي مقومات ضرورية لدورهن التربوي والقيادي في القرى. فأصبحت كلٌّ منهن رمزًا للطموح، تنقل إلى طلابها ليس فقط دروس القراءة والكتابة، بل أيضًا مبادئ الثقة بالنفس وإدارة التحديات اليومية.

التغيير لم يقف هنا؛ إذ مع ظهور معلمات مؤهلات من داخل القرى، بدأت الأسر تنظر للتعليم نظرة أكثر تفاؤلًا، وأصبح الأهالي يرون في بناتهم أملًا للتغيير والتقدم، ما ساهم في الحد من التسرب المدرسي وزيادة الإقبال على التعليم. تزايدت الثقة بين المجتمع والمشروع، ورأى الأهالي كيف أن تعليم الفتيات لم يعد مسألة تخص المدرسة فقط، بل تحوّل إلى استثمار في حاضر القرية ومستقبلها.

اليوم، يواصل المشروع دوره في إحداث هذا الأثر العميق، ليس فقط بتوفير فرص العمل، بل أيضًا بتقديم نموذج تعليمي متكامل يعزز القيم والمهارات. فقصص النجاح التي تولد يومًا بعد يوم في هذه القرى تبرهن على أن الاستثمار في تعليم الفتيات ودعمهن ليصبحن معلمات هو خطوة نحو بناء مجتمع أقوى وأقدر على مواجهة تحديات الغد.